المنهجية في طلب العلم

الأدب والعِلم

  • منصة ربّانييّن للعلم الشرعي منصة ربّانييّن للعلم الشرعي
  • 11/06/2023
  • 317
الأدب والعِلم

   كمالُ العلم بالأدب، وجمال الأدب بالعلم؛ فللعلمِ بهاؤه، وللأدب وقارُه ...

  ولمّا نرى نقصاً في أحد هذي الأصلين فـإن كمالَ الآخَر أو جمالَه يَدْرأُ نقصَه، ويدفع وَهْنَه...

  أمّا أنْ يتصدى قليلُ علمٍ بلا أدبٍ: فطامّةٌ شنعاء، ومصيبة صَلْعاء...

  ومثلُه أن يتصدّى قليلُ أدبٍ بلا علمٍ: فكبيرةٌ خطيرة، وفِعلةٌ مريرة...

  والسوءُ يزدادُ ويتضاعفُ عندما يتصدّى - أو يتصدّر- مَن فقد أدنى أدنى مقوّمات هذين الأصلين؛ فـلا علمٌ، ولا أَدَب؛ فماذا تكونُ من بعد- النتيجة؟!

  وماذا يكونُ -قبلاً- السبب؟!

أمّا النتيجةُ؛ فيصوّرها شاعرٌ بقولِه:

  تصدّر للتدريس كلُّ مهوَّسٍ    بليدٍ وَيُدعى بالفقيه المدرِّسِ

 فَحُقَّ لأهل العلمِ أن يتمثّلوا    ببيتٍ قديمٍ شاع في كُلِّ مجلسِ

لقد هَزِلَتْ حتى بدا من هُزالها   كُلاها وحتّى سامَها كلُّ مفلسِ

 أمّا السببُ؛ فيكشفُه شاعرٌ حر بقولِه:

فلا تصحب أخا الجهلِ   وإيّاك وإيّاهُ

   فكم من جاهلٍ أردى    حكيماً حـين آخاهُ

     وهذا كلُّه -سبباً او نتيجةً- مع قلّة العلمِ، ورقّة الأدبِ- منظومٌ بين حروفِ قولِ نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلّم-: «خصلتان لا تجتمعان في منافق: حُسنُ سمتٍ، وفقهٌ في دين».

   فكـيف إذا أُضيف إلى ذلك -كلِّه - فجورٌ في الخصومةِ مُغرق، وكِبْرٌ في النُّفوس مُحْرِق!؟  لا يختلف على ذلك اثنان، ولا ينتطح كبشان!!

   فليس لنا -والحالةُ هذه إلا أن نضِجَّ إلى ربِّنا سبحانه- بالتضرُّع، والدعاء، والابتهال؛ قائلين: واغوثاه -ربَّنا- من جاهلٍ مُختالٍ مُتباه ...

وما أجملَ قولَ ذي الجلال العظيم: ﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾..

من صفات أهل الأهواء

 «...فلا هو طالب آثاره (أي: النّبيّ صلى الله عليه وسلّم)، ولا متتبع أخباره، ولا مناضل عن سنّته، ولا راغب في أسوته. 

  يتقلّب بمرتبة العلم، وما عرف حديثاً واحداً، تراه يهزأ بالدين ويضرب له الأمثال، ويتلعّب بأهل السنّة، ويُخرجهم أصلاً من العلم! لا تُنقّر لهم عن بطانة إلا خانتك، ولا عن عقيدة إلا أرابتك، ألبسُوا ظلمة الهوى، وسلبوا هيبة الهدى؛ فتنبوا عنهم الأعين، وتشمئز منهم القلوب»

["ذم الكلام وأهله" (٥/ ١٤١)ِ]

مجلّة الأصالة (77/33-78)

شارك المقال