المنهجية في طلب العلم

أهميّة العلم الشّرعيّ

  • الشيخ أ.د. باسم بن فيصل الجوابرة الشيخ أ.د. باسم بن فيصل الجوابرة
  • 14/11/2022
  • 318
أهميّة العلم الشّرعيّ



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الانبياء والمرسلين، وعلى إله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين، اما بعد:

   ايها الاخوة نرحب بأخوتنا في هذا المسجد المبارك، من ضيوف حلُّوا على هذا البلد الطيب المبارك.

نرحب بالجميع في هذه الدورة، هذه المحاضرة ايها الاخوة التي ربما ذهب نصفها في الافتتاح عن طلب العلم وفضل طلب العلم واهمية طلب العلم آيات كثيرة وأحاديث كثيرة وردت في فضل طالب العلم ربما يعني الجميع يعرف هذه الآيات وهذه الأحاديث ولكن نذكّر بها أنفسنا ايها الاخوة ونذكّركم بهذه الأحاديث والآيات.

  يقول الله عز وجل: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ، فأهل العلم يرفعهم الله درجات.

   يقول ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة، ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام، العلماء ايها الاخوة أكثر الناس خشية لله عز وجل، يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ، أيضاً لم يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم الاستزادة من شيء الا في العلم، وقد امره الله عز وجل بالاستزادة من العلم، وكفى به منقبة عظيمة، فقد قال الله عز وجل: ﴿رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا.

 يقول القرطبي رحمة الله عليه: "فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يسأله المزيد منه كما امر ان يستزيده من العلم".

  العلماء لا يساويهم شيء من الناس ايها الاخوة الا الانبياء، يقول الله عز وجل: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ، العلماء ايها الاخوة هم الثقات العدول، يقول الله عز وجل: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ...، فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه، وثنى بالملائكة وثنى بأهل العلم، وناهيك بهذا شرفاً وفضلاً ونبلاً، فأهل العلم هم الثقات العدول، الذين استشهد الله بهم على اعظم مشهود، وهو توحيد الله عز وجل.

  العلماء ايها الاخوة، هم ورثة الانبياء، العلم ايها الاخوة مقدّم على العمل، فقد بوّب الامام البخاري رحمة الله عليه باباً فقال باب العلم باب العلم باب العلم قبل القول والعمل، لقوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، فبدأ بالعلم، فالعلم مقدّم على القول والعمل، فلا عمل دون علم، وامّا ما ينبغي تعلمه، فأول ما ينبغي تعلمه هو توحيد الله سبحانه وتعالى، وتصحيح العقيدة.

 من الاحاديث العظيمة ايها الاخوة في فضل العلم والعلماء وطلبة العلم، حديث ابي الدرداء رضي الله عنه، فعن قيس ابن كثير رحمة الله عليه قال:" قدم رجل من المدينة على ابي الدرداء، وهو بدمشق فقال ما اقدمك يا اخي، فقال حديث بلغني انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابو الدرداء اما جئت لحاجة؟ قال لا، قال اما قدمت لتجارة؟ قال لا، قال ما جئت الا في طلب هذا الحديث؟ قال نعم، قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً الى الجنة، وان الملائكة لتضع اجنحتها رضاً بما يصنع، وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء".

 انظر الى هذا الفضل العظيم، وان العالم ليستغفر له، من في السماوات، ومن في الارض، كل شيء في الدنيا يستغفر للعالم، ثم قال: "حتى الحيتان في البحر لتستغفر للعالم"، لماذا ذكر البحر ايها الاخوة مع انه ذكر من في السماوات ومن في الارض حتى لا يظن الارض اليابسة فقط؟ مع ان اليابسة هي الربع الكرة الارضية وثلاث ارباع مياه او بحار، ينظر اليه، نعرف فضل العلماء، ولهذا كما ان لهؤلاء العلماء فضل عظيم فيجب علينا احترامهم، تقديرهم اجلالهم، عدم استغابتهم، عدم الطعن فيهم، وهكذا ايها الاخوة، وتكملة الحديث، "وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، وان العلماء ورثة الانبياء، ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهم، انما ورثوا العلم، فمن اخذه اخذ بحظ وافر"، للحديث فوائد كثيرة ايها الاخوة، قسم الحديث الناس الى اربعة اقسام، من سلك طريقا يلتمس فيه علما، والثاني طالب العلم، وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم، والقسم الثالث العلماء، والقسم الرابع العباد، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم العلماء أفضل من العباد بمراحل كثيرة جدا، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.

  ومن الأحاديث العظيمة في التفريق بين العباد وبين العلماء حديث الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفس، وهو حديث في صحيح الامام مسلم، هذا الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفس اراد ان يتوب، واراد ان يرجع الى الله عز وجل، فقال دلوني على اعلم من في الأرض؛ لأنه عرف ماذا فعل، فالناس لا تفرق بين العباد وبين العلماء، فدلوه على عابد، وهو لا يعرف ايضاً، هل هو عابد ولا عالم، فقال له قتلت تسعة نفسا فهل لي من توبة؟ فقال له هذا عابد وليس بعالم، والناس لا تفرق بين العباد والعلماء، نفس الامر الآن الناس لا تفرق بين قارئ القرآن والعالم، لا تفرق بين الداعية والعالم، لا تفرق بين الواعظ والعالم، لا تفرق بين امام المسجد والعالم، لا تفرق بين الخطيب المفوّه ربما، وبين العالم، فلا بد من التفريق ايها الاخوة، ربما انسان واعظ، يستطيع ان يؤثر في قلوب الناس، ولكنه ليس بعالم، ربما يقرأ انسان يقرأ القراءات، القرآن على القراءة العشر، ولكن ليس بعالم، فلا بد ايها الاخوة من التفريق بين العلماء وغيرهم من افراد المجتمع، فقال له قتلت تسعة وتسعين نفس، هل لي من توبة؟ قال لا، لا أجد لك توبة، فقتله فكمل به المئة، وما زال الرجل يريد ان يتوب ويرجع الى الله عز وجل، فقال دلوني على عالم فدلوه على عالم، فقال قتلت مئة نفس، فهل لي من توبة؟ قال نعم، ومن يحول بينك وبين التوبة؟ افتاه فتوى صحيحة؟ ثم نصحه ان يهاجر من القرية السوء هذه التي يقتل فيها مئة نفس ولا يؤخذ على يديه، اخرج الى القرية المجاورة ففيها ناس صالحين حتى يعبدوا الله، فكان صادقا ايها الاخوة وهكذا العلماء، هذا العالم ايها الاخوة، افتى فتوى صحيحة.

ثانياً: أنقذ هذا الرجل من الاجرام، وأنقذه من النار، أنقذ نفسه ايضا، لربما قالوا ما الك توبة، كمل بها المئة وواحد، أنقذ نفسه من القتل، أنقذ المجتمع، من شر هذا الرجل، هذا الفرق العالم والعابد، ومعروف قصة هذا الرجل هاجر ثم جاءه الموت، فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ملائكة الرحمة تقول جاءنا تائبا الى الله، ملائكة العذاب تقول لم يفعل خيرا قط، فنزل ملك على صورة رجل فحكم بينهم فقالوا قيسوا المسافة بينه وبين القرية الاقرب، فليأخذها كان الى القرية الصالحة تأخذه ملائكة الرحمة إذا كان أقرب، وإذا كان الى القرية السيئة اخذته ملائكة العذاب، ففي رواية انه قدم صدره، كان على المنتصف، فأوحى الله ان يقدم بصدره فأخذته ملائكة الرحمة، وفي روايات كان أقرب الى القرية الصالحة بشبر، وروايات بذراع فأخذته ملائكة الرحمة.

 ايها العلم أفضل الجهاد، والعلماء من أفضل المجاهدين في سبيل الله عز وجل، فالجهاد يكون بالسيف وبغيره، ويكون بالحجة والبيان، وليس الجهاد فقط، ان نحمل السيف، ونقاتل بالسيف، بل ربما يكون العلماء اشد تأثيرا، على الاخرين على الكفار او على غيرهم من السيف بالحجة والبيان، وهذا جهاد الائمة من ورثة الانبياء وهو أعظم منفعة من الجهاد باليد والسيف، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا، فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا، يقول ابن القيم رحمة الله عليه: "فهذا جهاد لهم بالقرآن، وهو أكبر الجهادين، وهو جهاد المنافقين ايضا، فان المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين، بل كانوا معهم في الظاهر، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم، ومع هذا فقد قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ومعلوم ان جهاد المنافقين بالحجة والقرآن، وليس بالسيف والسنان.

وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع"، رواه الترمذي.

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جاء مسجدي هذا لم يأته الا لخير يتعلمه او يعلمه، فهو بمنزلة المجاهدين في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك، فهو بمنزلة الرجل ينظر الى متاع غيره"، اخرجه ابن ماجة بسند صحيح.

 الفقه في الدين ايها الاخوة من أعظم فعن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما خطيبا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يرد الله من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وانما انا قاسم والله يعطي ولا تزال هذه الام قائمة على امر الله، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي امر الله"، متفق عليه.

  انظر في بداية الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ثم في نهاية الحديث ولن تزال هذه الامة قائمة، ولا يمكن ان تكون قائمة الا بوجود العلماء، وطلبة العلم، وهذا شرف عظيم ايها الاخوة للعلماء، العلماء ايها الاخوة، هم امناء الله على خلقه، وهم الذين يحفظون الشريعة، بعد الله سبحانه وتعالى من تحريف المبطلين وتأويل الجاهلين.

  فعن ابي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلينَ"، رواه الطبراني في مسند الشاميّين، وله طرق كثيرة كما هو معروف، وضحه في مشكل الاثار عن ابي الدرداء، والحديث روي عن كثير من الصحابة عن ابن عمر.

  وعن ابن عباس وعن جابر بن سمرة وعن ابي امامة وعن انس وعن اسامة بن زيد وعن غيرهم، والعلماء ايها الاخوة اطباء الناس على الحقيقة، إذا مرض القلب أكثر من مرض البدن، فالجهل داء والعلم شفاء لهذه الادواء.

   فعن جابر رضي الله عنه قال: "خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجر فشجه في رأسه، ثم احتلم، فسأل اصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا ما نجد لك رخصة وانت تقدر على الماء، فاغتسل مات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك، فقال قتلوه، قتلهم الله، الا سألوا اذ لم يعلموا فإنما شفاء العيّ السؤال، انما كان يكفيه ان يتيمم ويعصب على جرحه، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".

  من فضل العلم العلماء ايها الاخوة ان العالم يستغفر له كل شيء كما ذكرنا سابقاً من فضل العلماء ايضاً ان عمله لا ينقطع بموته بخلاف غيره ممن يعيش ويموت، لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا مات الانسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث، إلا من صدقة جارية أو علم به أو ولد صالح يدعو له"، أخرجه مسلم.

  كل ما في هذه الدنيا هالك والى زوال بل وملعون، والمرحوم منه صنفان من الناس أهل العلم وطلبته والعابدون الذاكرون لله عز وجل، فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" الا ان الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها الا ذكر الله ما والاه، وعالم او متعلم"، اخرجه الترمذي.

  دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، للعلماء بإشراقة الوجوه ونضارتها، فعن جبير ابن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف في منى "نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مقالتي، فبلَّغَها"، يدعو له بالنظارة، فبلغها فرب حامل فقه الى غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه، الى اخر الحديث.

   شرف العلماء ايضاً ايها الاخوة ببذل علمهم، بل وفي التنافس في بذل العلم، ولم يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم التحاسد الا في امرين، بذل المال وبذل العلم، وهذا لشرف الصنعتين او الصنيعين، وحث الناس وحث الناس على التنافس في وجوه الخير، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا، فسلط على هلكته في الحق، ورجل اتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلمها".

  واخيراً ايها الاخوة يجب على طالب العلم ويجب على العلماء الاخلاص لله عز وجل بل اثم طالب العلم الذي يطلب العلم لغير الله اثم عظيم كما جاء في أحاديث كثيرة، منها حديث كعب ابن مالك، رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من طلب العلم، ليجاري به العلماء او يماري به السفهاء، او يصرف به وجوه الناس اليه ادخله النار" نعوذ بالله ان نكون منهم.

 اخر حديث ايها الاخوة في وجوب الاخلاص، حديث ابي هريرة حديث عظيم ايها الاخوة اقرأه عليكم كاملاً فعن عقبة ابن مسلم قال: "ان سفيان الاصبحي حدثه انه دخل المدينة، فاذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، من هذا؟ لم يكن يعرف ابا هريرة، فقلت من هذا؟ قالوا هذا ابو هريرة، فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس، فلما سكت وخلى، قلت له انشدك بحقي وبحقي، لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمته وعقلته، قال افعل، لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عقلته وعلمته، ثم نشغ ابو هريرة نشغه، ثم مسح عن وجهه ثم افاق، وقال افعل، لأحدثنك حديثا، حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا البيت ما معنا احد غيري وغيره، ثم ابو هريرة نشغه اخرى، ثم افاق ومسح عن وجهه، ثم قال افعل لأحدثنك حديثا، حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، انا وهو في هذا المسجد، ما معنا احد غيري وغيره، ثم نشغ ابو هريرة نشغة شديدة، حتى مال على وجهي خاراً، ثم مال عليّ خاراً على وجهه، فاسندته طويلاً ثم افاق، ثم قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى اذا كان يوم القيامة ينزل الى العباد، ليقضي بينهم وكل امة جافية، انظر الى فأول من يدعى، جمع القرآن، وفي رواية صحيح مسلم رجل تعلم العلم وعلمه، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، إذا اول من يدعى العالم، اول من يدعى قارئ القرآن، اول من يدعى طالب العلم، أيها الاخوة، قال فيقول الله عز وجل للقارئ الم اعلمك ما انزلت على رسولي؟ قال بلى يا رب، قال فماذا عملت فيما علمت، قال كنت اقوم به اناء الليل واناء النهار، فيقول الله عز وجل كذبت، وتقول له الملائكة كذبت، ويقول الله تبارك وتعالى بل اردت ان يقال فلان قارئ وقد قيل، بصاحب المال فيقول الله له الم اوسع عليك حتى لم ادعك تحتاج الى أحد؟ قال بلى يا رب، قال فماذا عملت فيما اتيتك؟ قال كنت أصل الرحم واتصدق، فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت، وتقول له الملائكة كذبت، ويقول الله تبارك وتعالى بل اردت ان يقال فلان جواد، وقد قيل ذلك، ثم يؤتى بالذي قتل في سبيل الله، هذا دخل المعركة، ثم قتل في سبيل الله، فيقول الله له تبارك وتعالى، في ماذا قتلت؟ فيقول أمرت، أمرت بالجهاد في سبيلك، فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله تبارك وتعالى كذبت، وتقول له الملائكة كذبت، ويقول الله وتعالى بل اردت ان يقال فلان جريء وقد قيل ذلك، ثم ضرب رسول الله ابو هريرة يقول ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي، فقال يا ابا هريرة اولئك الثلاثة اول خلق الله، تسعر بهم النار يوم القيامة، يقول الوليد ابو عثمان فأخبرني عقبة بن مسلم ان شفيا هذا الذي روى لنا الحديث عن ابي هريرة هو الذي دخل على معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما فأخبره بهذا الحديث، فقال معاوية قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا انه هالك؟ وقلنا حاشية معاوية قد جاءنا هذا الرجل بشر لماذا؟ لأنه أبكي الخليفة ثم افاق معاوية ومسح عن وجهه وقال صدق الله ورسوله، الان ان يربط بين الآية بين هذا الحديث وبين الآية بين قول بين قول الله عز وجل من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها، نوفي إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها، نعطيه الدنيا، ولكن من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها، نوفي إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، اولئك هنا الشاهد ايها الاخوة، اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار، وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون، هذه الرواية ايها الاخوة رواية الترمذي، رحمة الله عليه والا الحديث أصل الحديث في صحيح الامام مسلم بدون قصة الاصبحي.

وفي الختام اتمنى لكم التوفيق والسداد وصلى الله على محمد وعلى إله وصحبه وسلم.

شارك المقال